روسيا تؤكد استعدادها لدعم فنزويلا ومواجهة أي تهديدات أمريكية محتملة
أعلنت روسيا استعدادها الكامل لتقديم الدعم العسكري والسياسي لفنزويلا، مؤكدة استعدادها للاستجابة الفورية لأي طلبات تصدر عن حكومة كراكاس في حال تعرضها لتهديدات أو ضربات أمريكية محتملة.
ووفقًا لما كشفته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بعث مؤخرًا برسالة سرّية إلى القيادة الروسية، طالب فيها بتزويد بلاده بأنظمة دفاعية متطورة تشمل صواريخ قصيرة المدى، ورادارات حديثة، وطائرات عسكرية محدّثة، في ظل ما وصفته الصحيفة بـ«التحركات العسكرية الأمريكية المتزايدة» في منطقة الكاريبي.
وأوضحت الوثائق التي استندت إليها الصحيفة أن كاراكاس تسعى إلى تعزيز قدراتها الدفاعية من خلال تحالفات استراتيجية جديدة مع موسكو وبكين وطهران، في محاولة لردع أي تدخل خارجي محتمل. ويرى محللون أن هذه الخطوة تمثل تصعيدًا واضحًا في المواجهة غير المباشرة بين فنزويلا والولايات المتحدة.
موقف روسي واضح ودعم متجدد
وفي موسكو، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن بلادها على تواصل مستمر مع السلطات الفنزويلية، وتدعم قيادتها في حماية سيادتها الوطنية، مشددة على أن روسيا «ستواصل التعاون مع كراكاس بما يتناسب مع طبيعة التهديدات القائمة والمحتملة».
وأضافت زاخاروفا في إفادتها الصحفية أن موسكو تنظر إلى فنزويلا كشريك استراتيجي، وأنها مستعدة لتعزيز التعاون في المجالات الدفاعية والتقنية، قائلة:«نحن ندعم القيادة الفنزويلية في دفاعها عن سيادة البلاد، وسنواصل الاستجابة لطلباتها بالشكل المناسب، مع مراعاة ديناميكيات الوضعين الدولي والإقليمي».
ويأتي الموقف الروسي في وقت يشهد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا تصاعدًا جديدًا، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أكد فيها صحة تقارير نيويورك تايمز حول منح وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا، بهدف زعزعة نظام الرئيس مادورو.
من جانبها، وصفت حكومة فنزويلا هذه التصريحات بأنها «انتهاك صارخ للقانون الدولي»، مؤكدة أنها ستتعامل بحزم مع أي محاولات تستهدف استقرار البلاد أو سيادتها.
ويرى مراقبون أن هذا التطور يعيد أجواء الحرب الباردة إلى الواجهة مجددًا، خاصة في ظل التحالفات العسكرية المتزايدة بين موسكو وكراكاس، والوجود الأمريكي المتنامي في محيط أمريكا اللاتينية.






